معنى الحياة في العالم الحديث NO FURTHER A MYSTERY

معنى الحياة في العالم الحديث No Further a Mystery

معنى الحياة في العالم الحديث No Further a Mystery

Blog Article



.. وحتى حين يُقدِّم العلم إجابات يظهر أن هذه الإجابات (سخيفة جدا) يصعب التعامل معها بجديَّة".

أعود إلى لوك فيري الذي يطرح الحبّ باعتباره الإجابة التي توفر المعنى والحياة الطيبة للإنسان المعاصر، الحب لا بوصفه مجرد ارتباط عاطفي، بل علاقة روحانية متعالية ومقدسة:

يحظى “معنى الحياة ” باهتمام كبير في خطابات نقد أزمات الحداثة وتحليل ارتباكات الهوية والذات في الزمن الحديث، فالتغيرات الرئيسية في تاريخ الغرب الحديث في نظم المعرفة وأنساق الوجود، ومصادر القيم والأخلاق، وبنى الاجتماع والثقافة؛ تركت آثارها الحاسمة على موقع الفرد داخل الزمان والمكان، فضيّقت العلمنة من أبعاد الوجود، وانحسرت تبعًا لذلك آفاق التاريخ الذي يعلو على الوجود المرئي، وبقي الإنسان وحيدًا أمام شرور العالم، يرزح تحت نقائصه المستشرية، ويكابد ليبتكر معنى لحياته وآلامه، ويختلق غاية يتعزّى ببلوغها عن كآبة الطريق.

اكتشفت أنظمتنا سلوك غير اعتيادي من شبكة الكمبيوتر الخاص بك

غني عن القول أن هذه الأطروحة لا تقدم إجابة لسؤال المعنى، ولا تنسق سردية معقولة للحياة الطيبة، بل هي أطروحة مشبعة بالنزعات العدمية والميول العبثية، مهما حاول بعض شرّاحها ومؤوليها استنباط رؤية “إنسانية” تؤسس لمعنى ما، يمكن للإنسان التعويل عليه.

”تعود معظم الإحساسات الجديدة المؤرقة والمقلقة والمحبطة التي تعاني منها الذات الحديثة إلى تلك التحولات التاريخية المسماة بالحداثة، وتوابعها وآثارها“ ص١٢٠

تعديل نحن نتشابه بيولوجيًا وفسيولوجيًا، أما تاريخيًا _باعتبارنا قصصًا _ فكلٌ منا فريد.

ولفهم السياق الذي أنتج هذه الحالة لا بد من مراجعة التاريخ. يمكننا –وفقًا لفيري- تقسيم عصور الفلسفات الحداثية إلى ثلاثة عصور كبرى:

آسف، أنت بحاجة إلى تسجيل الدخول أولا لتتمكن من إضافة المراجعات.

 في الرواية، والفن، والتحليل النفسي، وفي علاقات “الحب”، وأنماط التدين، وفي تحوّل دلالات الألم والوحدة والموت ويطرح معالجة نقدية لآثار تغيّرات الوعي بالذات والجسد والزمن على معنى حياة الفرد، كما يرسم ملامح المكانة المتميزة للإجابة القرآنية على سؤال المعنى

“حين تحب شخصًا ما فعلًا، فأنت تعيش في هذا الحب تجربة تقديس الآخر؛ إذ سيصبح بهذا مقدسًا بالمعنى الذي يمكن فيه أن تقدّم حياتك فداءً له.

تعديل ”الفقد للاستمتاع بالمتع المعتادة، وتلاشي الشعور بلذة الأشياء ومباهج الحياة اليومية، يدفع الإنسان إلى التساؤل والبحث عن السر والجدوى وراء الرتابة اليومية، وزحف الزمان المتشابه“

يبرز سؤال معنى الحياة ويبدو مشروعًا وملحًا لأسباب عديدة، منها عدم كفاية الحياة الظاهرة، وحتمية الموت والفقد –كما سبق-، وكذلك حتمية نور الإمارات التعب والآلام بأشكالها المتعددة والقلق، والتي لا يخلو منها كائن بشري. والشعور الدفين بقلة الحيلة أمام حوادث الحياة الداهمة كالمرض المفاجئ، والإفلاس والكوارث الطبيعية. بالإضافة إلى بؤس الروتين والكدح المستمر من غير أفق لراحة مُرْضية، والتأرجح الدائم في (بندول شوبنهاور) بين الضجر والملل، فنسعى للمرغوب، وحين نحصل عليه، ما نلبث إلا أن نملّ، ثم نعاود البحث عن مرغوب آخر، وهكذا في تأرجح أبدي.

الكتاب مفيد من نواحي عديدة خاصة فيما يتعلق في تداخل الجوانب الفلسفية في حياتنا المعاصرة.

Report this page